Tuesday 31 May 2011

بيان التضامن الخليجي معَ الشعب السوري

بيان التضامن الخليجي معَ الشعب السوري

لقد روِّعَ الخليج العربي وشعبه كما هوَ الوطن العربي والعالم الحرّ من الإرهاب الوحشي الذي ينفِّذه النظام الحاكم في دمشق ضدَّ أشقائنا أبناء الشعب العربيّ السوري ولقد عجزَ القلم والفكر أن يُدوِّن ما يُعبِّر عن هذه المجازر الوحشية ضدَّ شعبٍ أعزل خرجَ بصدره العاري شيباً وشباناً نساءً ورجالاً وأطفالاً ليتحقق لهُ مطلبه الشعبيّ العـادل وهيَ حرِّيته واختيار حكمه عبرَ تصويته وخياره المدنيّ المستقلّ.
ولقد ذُهلـنا من حجمِ الصمت والتآمر الضمني على مشروع الحرية المستحقّ لأبناء الشعب السوري والذي تورطت فيه أنظمةُ حكـمٍ عربيَّة واقليمية وأجنبية وإننا كمثقفين ومثقفات في إقليم الخليج العربي لنشعرُ بالمسؤولية المضاعفة تجاه أبناء شعبنا العربيّ السوري ودعم خياره الديمقراطي الحر والتضامن معه ضد هذا النظام الإرهابي فلقد كانت سوريَّـة ولا تزال قلب المشرق العربي وتاريخه وحراكه الديموغرافي وهويته العربية.
وإننـا إذ نُذكِّر بمسؤولية كل القوى العربية والإسلامية والدولية بواجباتها لنجدة الشعب السوري لنبدأ بحكومات مجلس التعاون الخليجي معربين عن انزعاجنا وإدانتنا للمواقف التي صدرتْ من البعض والتي أعلنت مساندتَها وتضامنها معَ النظام ودعمه مالياً في الوقت الذي يغرقُ فيه الشعب السوري في قمعه الدموي , ونطالبهم بتصحيح هذا الموقف والمبادرة الذاتية لدعم أبناء الشعب السوري من خلال الإسناد الإنساني الإغاثي والإعلامي والسياسي وطرد سفراء النظام من عواصم المجلس والسماح للمعارضة السوريَّة ودعمها بالتحرك على الأرض الخليجية والتواصل لعقد المؤتمرات اللازمة لإيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها النظام .
وإذ نحيي المواقف النبيلة التي صدرَت من المجتمع المدني في الخليج كموقف أعضاء مجلس الأمة الكويتي والنائب علي الدقباسي رئيس البرلمان العربي والموقف الشعبي والثقافي الخليجي المساند للشعب السوري لـننـاشد الجميع في كلِّ قطاعات المجتمع المدني من علماء ومثقفين وسياسيين وإعلاميين في إقليم الخليج العربي للتقدُّم الملموس لدعم قضية الشعب في سوريا ونعيد التذكير للجميع في الخليج العربي بأن مصالح هذا الإقليم بعروبته وعمقه هوَ معَ الشعب العربي السوري لا معَ هذا النظام القمعي الذي سيزول ويبقى الشعب شامخاً على مدى العصور.
ونناشد كحراك مدني دول الجوار العربية الشقيقتان الأردن ولبنان بالقيام بواجباتهم تجاه ما يتعرَّض له الشعب السوري إنسانياً وسياسياً وفسح المجال في مناطق الحدود للتواصل الإنساني والإغاثي وتأمين اللاجئيـن وضمان سلامتهم وأمنهم وهذا ما نعتقدُ أنه واجبٌ إنسانيّ وعربيّ نتعشَّمُ في إخواننا في البلدين الشقيقيين العمل على تحقيقه في القطاعين الرسمي والأهلي.
ولقد استمعَ أبناء الشعب السوري والعربي مطالبات دولة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للنظام في دمشق بالإصلاحات وشهدَ العالم  رفض هذا النظام اي إصلاح بل وعزز قمعه لهذا الشعب الأعزل ولذا فنحنُ نناشد دولة رئيس الوزراء التركي والقوى الحيَّه في الشعب التركي الشقيق أن يتحرَّكوا عبرَ الحدود والمساعي السياسية والإعلامية للضغط على هذا النظام لوقف مجازره وتعزيز العون الإغاثي للشعب العربي السوري.
لقد أعلنت الحركة الوطنية السورية في قيادة الثورة الميدانية والمهجَر تضامنها الوطنيّ وقوة إرادتها ورفضها لأي تدخل أجنبي في بلادها لكن ذلك لا يُلغي واجبات المجتمع الدولي تجاه أبناء شعبنا السوري في الضغط السياسي والإعلامي على النظام لوقف مذابحه وإسناد الشعب الأعزل إنسانيا وإذ نحيي حراك المجتمع المدني الغربي الذي تضامنَ معَ شعبنا في سوريا الشقيقة لنأمل أن تتعزز هذه الجهود لإنقاذ هذا الشعب المظلوم المعزول.
يا أبناء شعبنا العربي السوري المجيد لقد سجلتم أروع نماذج النضال والكفاح الوطني والفدائية الإنسانية في مواجهة هذا القمع الوحشيّ وأثبتم بوحدتكم الوطنية عرباً وأكراداً وتركماناً مسلمين ومسيحيين أن هذا المشروع مشروع الوطن وحريته المدنية وديمقراطيته الحقيقية وأخجلتم وطنكم العربيّ وهذا العالم ومواكب الشهداء تتدفقُ من كلِّ بلدات ومدن القطر السوري حتى باتَ العالم يعرفُ بلداتكم ونواحيكم بأسماء شهدائكم.
إن هذه الوحدة الوطنية بينَ العلماء والمثقفين والعشائر والنقابيين والطلاب نساء ورجالا وكل شرائح أبناء شعبنا لترفعُ لكم الدليل الأكبر على نصاعة ونزاهة هذا المشروع التحرري الذي فضحَ ويفضح إعلام النظام كما فضحَ مجازره وإننا في إقليم الخليج العربي بكل تياراتنا الفكرية وتوجهاتنا الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية لنتشرَّف بأن يكونَ حراكنا متضامناً متحداً معَ هذا الشعب العربيّ العظيم راجينَ أن يكلل الله مساعي الحراك العربي والإسلامي والدولي للقيام ببعض الواجب والتكفير عن التقصير العظيم لأجلِ حرِّيتـكم وليحفظَ الله سوريا أرضاً وشعباً .. المجـدُ للشهداء ولأحرار الفـداء .

No comments:

Post a Comment