Sunday 5 June 2011

أبطال سوريا اليوم يعيدون كتابة التاريخ

أبطال سوريا اليوم يعيدون كتابة التاريخ!
أقسم إن هذه القصة هزّت أوتار قلبي وذكّرتني بما كنا نقرؤه من قصص البطولة والإيثار في قرون الخير الأولى، أنقلها إليكم كما وردت بالحرف لم أغير فيها شيئاً، اللهم إلا بعض التحرير اللغوي الضروري.

شبكة حماة || طيبة الإمام || 3-6-2011||
تقرير مفصل عما جرى في طيبة الإمام في جمعة أطفال الحرية... الله محيي أهل النخوة

السلام على الأحرار ورحمة الله تعالى وبركاته
انطلقت مظاهرات حاشدة من مساجد المدينة، وتم التجمع في الساحة الرئيسية، وكانت الأعداد غفيرة والحمد لله، وتم كتابة عدد كبير من اللافتات التي تحمل الشعارات وتحمل صور الشهداء الأطفال، وجابت كل شوارع المدينة بدون استثناء وشارك فيها عدد كبير من الأطفال، حتى الأطفال الرضع كانوا موجودين و يحملهم آبائهم وأمهاتهم، وشاركت النساء والشيوخ. وانضم عدد من شباب صوران إلى المظاهرة بعد انتهاء مظاهرتهم في صوران.

انتهت المظاهرة حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر بسبب الحر الشديد، وما هي إلا لحظات وإذا بالشباب يجوبون الشوارع على الموتورات (الدراجات النارية) ويصيحون للشباب: "الفزعة لحماة"، بعد سماع الخبر الذي صدم الجميع عن استشهاد عدد كبير من الإخوة الحموية وتأخر وصول الخبر بسبب قطع الإنترنت، ولكن خبرنا أصدقاؤنا وأقاربنا في الاغتراب بالمجزرة.

وحوالي الساعة السادسة اجتمع الشباب من جديد في الساحة، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعات: مجموعة تنادي للشباب ومجموعة تذهب لقطع الأتستراد ومجموعة لجمع المتبرعين من كافة الحارات. وكان وقتها مشفى الجواش يغص بالمتبرعين والسيارات بكافة أنواعها الكبيرة والصغيرة جاهزة للتحرك لنقل الشباب إلى حماة للمساعدة، وجاء شباب صوران على عجلة من أمرهم للتبرع، ومنهم من عاد للمساعدة في قطع الأتستراد.

في هذا الوقت وهذه العجقة كانت الساحة الرئيسية ممتلئة بالكامل بالشيوخ والنساء والشباب، وكانت أصوات التكبير والدعاء وكلمة "آمين" تُسمع من على بعد كيلومترات! و كانت حالة الغضب هي المسيطرة على الشباب. وحوالي الساعة السابعة والنصف ذهب مئات الشباب إلى حماة للمساعدة في تطويق المشافي ومعهم سيارة كيا مليئة بالضمادات والمطهرات والأدوية والشاش، وذهب عدد كبير من الأطباء والممرضين معهم، ووزعوا أنفسهم على مشافي حماة. ثم أقيمت صلاة المغرب في الساحة، وبعدها خطب أحد الشباب بالناس المتجمعة قائلاً: يا شباب، اللي مشتهي الموت يضل هون لأننا قاعدين لوجه الصبح.

وبدأ الاعتصام، وقام الشباب بجلب المصاحف وبدؤوا بقراءة القرآن والدعاء. انتهى الاعتصام بعد صلاة الفجر، وكان الشباب منهكين وبُحَّت أصواتهم وبعضهم لم يعد قادراً على الكلام على الإطلاق.

تعليق صفحة شبكة حماة:
نحن الشباب الحموي نقول للسفاح ابن السفاح الجزار ابن الجزار: إن أهل حماة قالوها في بداية الثورة أنهم مستعدون لتقديم أربعين ألف شهيد، وحتى الآن لم نقدم سوى 200 شهيد، وهذا يعني أننا مستعدون الآن لتقديم 30800 شهيد. وإن لم تشبعوا من هذا العدد فاعلموا من اليوم أن أهل حماة كلهم شهداء وسوريا كلها شهداء، وسنبقى على سلميّتنا رغم أنوفكم وسنبقى على هذا الطريق حتى آخر قطرة من دمنا، و ليعلم كلابكم وأنصاركم أن الله معنا وملائكته معنا وجنوده في السماء والأرض معنا، وأنتم لا ناصر لكم، وأقسم بالله إنكم لمنهزمون والله وليّنا وناصرنا. اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، إنا نعوذ بك من شرورهم، اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم، اللهم واجعل كيدهم في نحورهم، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

No comments:

Post a Comment