Sunday 5 June 2011

نداء من مواطن حر إلى بوق إعلام

الثورة السورية: حديث من القلب (7)

نداء من مواطن حر
إلى بوق إعلام
مجاهد مأمون ديرانية

يا سيد بوق: لا أدري في أي شيء تُتعب نفسَك، فإنما يتابع الناسُ برامجَك الترفيهيةَ من أجل أن يضحكوا ساعة تفصل بين ساعات الأحزان التي أغرقهم بها سادتُك، أمّا أنْ تظن أنك تؤذي الثورة بهَذَيانك فما أبعدَ أمَلَك؛ فما أنت والثورة إلا كالبعوضة التي حطَّتْ على ظهر فيل، ثم سألته قائلة: لعلّي أثقلت عليك؟

لا يا سيد بوق، ما خسرنا بسببك مثقال درهم ولا قنطار، أما أنت فما أشدَّ خسارتَك! لقد خسرت بضاعةً لن تشتريَ لها بديلاً لأنها لا تُباع في سوق ولا تُشترَى بمال، خسرت كرامتك وخسرت شرفك ورجولتك، فما أقبحك في الخاسرين!

لقد أثبت هؤلاء الذين تشتغل بهجائهم وأكل لحومهم -وهم أحياء- أنهم يشترون كل رطل من الكرامة بلتر من الدم، وأنت أثبَتَّ أنك تبيع كل رطل من الكرامة بمئة ليرة، فأي الصفقتين أربح؟ ألا يا بؤس من باع نفسه للشيطان بليرة!

يا سيد بوق: لقد هممت أن أنذرك بعقاب آجل، لكني رأيتك تلقى ما يكفيك من العقاب العاجل؛ عقاب تراه في وجهك كلما وقفت أمام المرآة، وفي عيون زوجتك وأولادك كلما نظرت في عيون زوجتك وأولادك، وفي وجوه أصحابك... لو بقي لك بعد اليوم صاحب.

على أنك لا بد لك من إنذار من باب الإعذار؛ فاعلمْ أنك لن تحاسَبَ بعد انتصار الثورة -بإذن الله- كما يُحاسَبُ قَتَلة النظام وشبّيحته، فأولئك أكثرُهم بلا عقول، لا يعلمون ولا يفقهون بل يردّدون ما يسمعون، وأراهن أن قليلاً منهم من يحمل شهادة مدرسية أصلاً. أما أنت فتقرأ وتكتب وتعلم وتفكر وتحمل الشهادات الجامعية العالية، فإذا كان أولئك يُخدَعون ولا يعلمون الحقيقة فأنت تعلمها، وأنت تخدعهم وتخدع غيرهم من غوغاء الناس وأغرارَهم، فتخيَّلْ ما يمكن أن ينال القَتَلة من حساب، وإنه لَعسير، ثم ضاعف هذا الحساب عشر مرات لتعلم ما ينتظرك من سوء المصير!

لقد أخطأت -يا سيد بوق- خطأين كبيرين: راهنت على بقاء النظام وسقوط الثورة، وكان ينبغي أن تعرف أن الشعوب أقوى من حاكميها. وعاديت شعباً بأسره لتُرضي عصابة من اللصوص، وكان ينبغي أن تعرف أن الشعوب لا تنسى ولا تسامح... فاستعدَّ ليوم آت، ولا تَلُمْنا ما صنعنا بك بعد انتصار ثورتنا في الغد القريب.

No comments:

Post a Comment