Sunday 5 June 2011

معجزة اسمها درعا

Date: Sun, 5 Jun 2011 02:44:11 +0300


الثورة السورية: خواطر ومشاعر (9)
4 حزيران 2011

معجزة اسمها درعا
مجاهد مأمون ديرانية

لن ننسى أن أولاد درعا كانوا أول من أعلن أن "الشعب يريد إسقاط النظام"؛ لم يردّدوها همساً في غُرَف مغلَّقة الأبواب، كلماتٍ تسبح في الفضاء ثم تطير، بل أعلنوها على عين الدنيا، سطوراً خطّوها على الحيطان بطباشير... ولم يفعل ذلك قبلَهم أحدٌ قط.

لن ننسى أن رجال درعا كانوا أول من وجّه إلى النظام السوري القمعي المجرم تهديداً صريحاً بمطالب واضحة وبأجل محدود، هددوا مرتين وفي المرتين نفذوا التهديد؛ المرة الأولى حين لم يسرّح النظامُ الأطفال، والثانية حين لم يحاسب قَتَلةَ شهداء جمعة الكرامة الأبطال... ولم يفعل ذلك قبلَهم أحدٌ قط.

لن ننسى أن أول شهيد في طريق الحرية قدمته درعا، وأن أجود مدن سوريا بالشهداء درعا، وأن نار ثورة الحرية اشتعلت في درعا، ومن درعا انتقلت إلى حوران، ومن حوران انتشرت في سوريا كلها، فهي نيران حورانية درعاوية ستحرق -بإذن الله- الظالمين، وهي أنوار حورانية درعاوية تنير طريق الحرية للمظلومين.

لن ننسى أن النظام القعمي الوحشي جَيّشَ جيوشه وساق كتائبه لحصار واجتياح درعا، فلم تركع درعا، وأنه حبس عن درعا الماء والغذاء والدواء، فلم تخضع درعا، وأنه أغرق شوارع درعا بالجنود وأغلق شوارع درعا بالدبابات، فخرجت مظاهرات رجال درعا من بين الجنود ومن بين الدبابات.

لن ننسى أن النظام القعمي الوحشي ضرب حمص وتلكلخ فانتفضت درعا الأسيرةُ الجريحة انتصاراً لحمص وتلكلخ، وضرب الرستن وتلبيسة فانتفضت انتصاراً للرستن وتلبيسة، وضرب حماة وجسر الشغور فانتفضت انتصاراً لحماة وجسر الشغور... فهي الجريحة التي تداوي جراح المدن الأخريات، وهي مصباح الأمل في ليالي القهر المُظلمات.

لن ننسى معجزة اسمها درعا!

No comments:

Post a Comment